في مُحيّا أمي
كنت أرى هالة من نور
كلما إليها أتطلّع
تغتسل مهجتي
تبتهج أساريري
يكتنفني الدفء
الآن ودوماً
تعصف بي ريح الحنين
داخل ذاتي
براكينه تَمورُ
،،
في مُحيّا أمي
كنت أرى بخور
مسك وعود
يتصاعد من منطوقها
يتنشرداخلي
به تتطيَّب نفسي
فأغدو كنسمة صُبح عليلة
تستقي منها
الشذَى الزهورُ
،،
في مُحيّا أمي
كانت سنابل حبلى خيراً
توزّع الفرح غدقاً
تفيض به كرماً
وكانت ابتسانة أمي
كأنها إشراقة شمس الربيع
وكتمام البدر في ليلة صيف
وضحكنها مروج خُضرٌ
وثريات تنيرُ
،،
في مُحيّا أمي
رأيتُ طهر العفاف
ومنه
تشرَّبتُ قناعة الكفاف
وتعلمتُ معنى العطاء
تدرّبتُُ على الوفاء
ومن أخاديد الزمان
تلك التي
كانت تُزيِّنُ وجهها
فيها رأيت عنوان الكفاح
لمستُ معانى الصبر
مُرتَّبةً كأفلاك تدورُ
،،
إلى مُحيّا أمي
أشتاق اشتياق
الوكرِ للعصفور
إذا ما طارعنه بعيداً
فاحتلّه صقيع شتاء
مُزمِنٍ لا يزول
إلى خبزكِ يا أمي أحنُّ
وإلى نُعمى يديكِ
وهي تمسح عنّي
ثقل همٍّ يُنيء قلبي
وتُلقي به إلى حيث
الأعباءُ تَغورُ
عليكِ مني السلام
ومنكِ أرجو الرضا
وروحكِ بجوار ربي
يغمرها السرورُ
مواقع النشر (المفضلة)