" انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا "
صدق الله العظيم
جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات
التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك.. فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون.. سار مسافة طويلة
فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها.. و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد.. سار مسافات
أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد..
ظل الرجل يسير و يسير ول م يعد أبدا.. فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد..
لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة).
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا.. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر.. و نواصل الإرسال بعد الفاصل.. بعد فاصل
من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط.. الطموح مصيدة.. تتصور إنك تصطاده.. فإذا بك أنت الصيد الثمين.. لا تصدق؟!.. إليك هذه القصة..
ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف.. فسأله الآخر: إلي أين تذهب؟!..
فأجابه الصديق: إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني.. فرد الرجل: انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي.. فسأله صديقه:
و لماذا أفعل ذلك؟!.. فرد الرجل.. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها.. فسأله صديقه: و لماذا أفعل هذا؟.. قال له كي تحصل علي المزيد من المال..
فسأله صديقه: و لماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك.. فسأله: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: لكي تصبح ثريا.. فسأله الصديق:
و ماذا سأفعل بالثراء؟! فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك..
فقال له الصديق العاقل هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر.. رجل عاقل.. أليس كذلك!!
النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد ستيفنسون.. يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون
أن يشعر بالارتواء.. من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان؟
الموضوع الأصلي: " انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا " // الكاتب: د. محمد سعيد عيسى // المصدر: خير بلدنا الزراعي
مواقع النشر (المفضلة)