أمــــــآ بعد
الإنسـآن كـائن اجتماعـي بطبعه .. تجمعه العديد مـن العلآقـات مـع النـاس مـن حولـه .. كـالأخوة , الصداقة ,
القرآبـة , الزمآلة .. إلخ ,, و كـل علآقـة أو رابطـة مـن هذه الروابط تقتضي منه أن يسعى جاهـدا للحفاظ عليها ..
و أن يعمل دائمـا على استمرارهـا , من خلآل إزالـة جميع العوائقـ التي مـن شأنهـا
أن تؤدي إلـى قطعهـا و زوالهـا .. و ذلك لمـا تكتسيه هـذه الروابط مـن أهمية , و لما يمثله الأشخـاص
الذين تجمعه معهم مـن قيمة ,,
******
لكن و فـي كثير مـن الأحيـان .. تقف هذه الروابط حجرة عثرة - إن صـح التعبير - فـي طريقـ صاحبهـا ..
لتحول بينه و بين اتخاذه للعديد مـن القرارات المهمة في قضايـا و مواضيـع يكون أحد طرفيهـا صديقاً أو أخـاً أو قريبـاً ..
فقد يدفعه الحرص على سلآمة هذه الرابطة .. أو الضغط الناتـج عن ذلك الشخص الذي تجمعه علآقـة به ..
إلـى طمس بعض الحقائقـ , و الحيلولـة دون أن تصل العديد مـن الحقوقـ إلى أصحابها .. إرضـاءا لذلك الشخص ,
و عملآ و تجسيدا للمثل القائـل: " أنا و أخي على ابن عمي , و أنا و ابن عمي على الغريب "
*****
و مثل هذه العقلية إخوانـي هـي مـن دفعت بنـا إلى مـا نحن عليه .. وهـي مـن كرست قضـاء المصالـح للمعارف
و الأقـارب .. و رخصت أكـل حقوقـ النـاس وهضمهـا ,, إذ أننا نسعى دائمـا لإرضـاء الناس مـن حولنـا ..
و نعمد فـي كـل الأحوال إلى اتخـاذ القرارات استنـادا علـى عاطفتنا و علآقاتنـا ..
دون أن ننظر و لـو للحظة إلـى الآثـار التي يمكن أن تخلفها ..
’*،
و الأمثلة كثيرة و متعددة علـى مثل هذه التصرفـات و الأفعـال ..
فهذا هنـا ينصر صديقه فـي مشكلة حتى و لـو تبين لـه أنه هـو الطـرف الظالم فيها .. و الآخـر يشهد شهادة زور
بوقائـع لم يكن حاضرآ فيها حتى .. لإرضـاء صديقه فقط , و لكي لآ يتهم بخيانة هذه الصداقة .. و آخـر و آخـر ..
و هذا مـن جانب الصداقة فقط , فلو ذهبنا إلـى الأخوة ..
لوجدنا أن هـذه العلآقـة هانت أمامها كـل الأمور و استبيحت مـن أجلها كـل المحرمـات ,,
للأسف الشديد .. يسعى الإنسـان لإرضـاء الناس و يتناسى أو لـم يفكـر تماما فـي إرضـاء خالقه و بارئـه ..
فرغم كـل هـذا الأمـر و رغـم كل ما ستؤول إليه الأحوال .. إلآ أنـه و جب أن نتبع الحقيقة ( فعلآ لآ قولآ) ..
و أن تكون أحكامنا و قراراتنا بعيدة كـل البعد عـن العاطفة و المؤثرآت الأخـرى
مـن صداقـة و قرآبـة ..
و على رأي المثل الشعبي المغربي: "ديرنـي كـي خوك , و حاسبني كـي عدوك" .. أي ضعني في مرتبة أخوك ..
لكن في وقت الحساب .. حاسبني و كأنني عدوك ,,
’،
الموضوع الأصلي: عندما تقف علآقاتنا عائقا في وجه واجباتنا // الكاتب: رباب // المصدر: خير بلدنا الزراعي
مواقع النشر (المفضلة)