بعض الأشخاص لديهم حبٌ لإبداء الرأي وإظهاره في كل محفل , وفي هؤلاء من يبدي رأيه الشخصي بكل وضوح وصراحة.
فعندما يكون رأي هذا الشخص غير مُحبب ( سلبي ) بالنسبة للمتلقي , عندها حتماً ستتكون مشكلة.
لأنه حتى وإن كان يعلم أن رأيه قد لا يعجب أحداً, فإنه سيبديه وإن غضب من غضب, بحجة أنه شخص صريح !!
هناك الكثير من الناس الذين يعانون من هذه المشكلة, لكنهم للأسف غافلون عنها, وبعضهم يرى أنه ليس مخطئاً في حق الآخرين إذا ما أبدى رأيه الذي ربما لا يعجبهم لأنه إنسان صادق ومبتعد عن المجاملة, بل إن بعضهم يرى أنه على جانب الصواب, وأن باقي الناس على جانب الخطأ لأنهم لا يتقبلون الصدق, ويزداد اقتناعاً بذاته ويزداد اقتناعاً بأن الناس لا يحبون الأشخاص الصادقين ويفضّلون الأشخاص المجاملين.
وهم عادة ( أعني الأشخاص الذين يعانون من إفراط في الصراحة ) يعانون الجفاف في التعامل مع الآخرين, فتجد أحدهم يبدي لأيٍ من الناس رأيه بشكل يشبه الاحتقار أو الاستخفاف.
لذلك نجدهم في العادة أشخاصاً غير محبوبين في الوسط الذي يعيشون فيه, وهذا أمر طبيعي ووارد خصوصاً إذا ما تأملنا قوله تعالى : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " آل عمران –159 .
إن الصراحة ليست أمراً سلبياً بذاته على الإطلاق, ولكن كيفية تصريف هذه الصراحة وتوجيهها هي التي تخضع للقياس.
فإن كان الشخص يبدي رأيه السلبي بكل وضوح فإنه سيكون في تلك الحالة تماما مثل الشخص المتبجح أو المتهكم والساخط, وبالتالي لن يحصد سوى الكراهية.
أما إذا كان يتمهل ويستدرك قبل أن يبدي رأيه فهو بالتالي إنسانا واعياًً, لأنه سوف يبدي آرائه الإيجابية بشكل واضح بعيد عن المجاملة, و إذا كان رأيه سلبياً فإنه يتحفظ عن إبدائه حتى لا يجرح شعور الشخص المعني بالأمر أو يسبب له الاستياء. وهذا حتماً لا يعني تفشي المجاملة والكذب على حساب الصدق والوضوح, لكن ما أعنيه هو أن هناك فرقٌ شاسع بين الصراحة والتجريح لا يدركه إلا من كان ذو عقل سليم.
ويجب الالتفات إلى مسألة تفشي الصراحة قبل أن تصبح ظاهرة اجتماعية, لكن أولاً يجب الالتفات إلى النفوس وتعليمها كيفية التخاطب والتواصل مع الآخرين بشكل إيجابي.
فالشخص الذي يعي ويدرك أهمية مشاعر الناس ويحترم هذه المشاعر هو شخص خبير في مسألة إبداء الرأي والحوار الهادف, فهو يبدي رأيه حيناً ويتحفظ عليه حيناً آخر حسب ما يقتضي الوضع, وبالتالي يكون صادقاً مع نفسه ومع الآخرين دون التضحية بمفهوم وقيمة الصدق, وهذا كفيل بأن يجعله شخص محبوب يتمتع بشخصية جذابة قل وجودها بين الناس في هذه الايام
الذكاء عزيزتي أن نكون على قدر كبير من الصراحة ولكن جعل من نخاطبه يتقبل صراحتنا ضرب من ضروب الفن والمهارة
كيف اوصل رايي دون جرح للاخر .... ودون تزييف في نفس الوقت
والاهم ان يكون لدى كل منا سعة صدر للتقبل والنقاش
وشتان بين النقاش والجدل فحين نتناقش يريد كلا الطرفين الوصول لحل يرضي الجميع وان كان الغرض من النقاش ان يحاول كل طرف التسيد برأيه واثبات صحته للطرف الاخر دون تقبل نقاشه فهذا هو الجدل
تقبلي مروري أخيتي ... تسعدني موضوعاتك
لكل من يقرأ لي موضوعا زراعيا
ماأكتب هو حصيلة قراءاتي وحصيلة الاستناد لمراجع علمية لأساتذتي الكبار في جامعات مختلفة واضع لكم المعلومة في صورة سهلة التناول
مع الاحتفاظ بوافر التقدير لأصحاب المراجع
مواقع النشر (المفضلة)