البشرية تشترك في الخوف من الحسد، الذي يفسره بعض العلماء باعتباره مرضا يأتي، عادة من دون قصد، من شخص حاقد أو غيور.
ولعل أبرز ما يلفت الانتباه، هو اشتراك غالبية اللغات في الإشارة إلى الحسد باستخدام لفظ «عين»
حيث تتفق العربية على استخدام عبارة «عين حارة»
وفي الإيطالية «مالوكيو»، والإسبانية «مالوخو»، والفارسية «بلا باند»
وجميعها تعني «العين الشريرة».
ولفظ «شريرة» قد لا يكون دقيقا هنا، لأن المرء قد يضر شخصا آخر أو شيئا عبر إطالة النظر إليه بقدر مفرط من الإعجاب أو الغيرة، من دون أن يعني ذلك أنه شرير بطبعه.
إلا أنه يسود اعتقاد في بعض المناطق، مثل سيسيليا وجنوب إيطاليا، بأن بعض الأشخاص لديهم القدرة على تعمد حسد الآخرين.
أن كلا الرأيين يحمل الصواب، إلا أنه يؤكد أن «الحسد يدور حول رغبة المرء في تملك شيء لدى غيره وهو شعور موجود لدى الناس جميعا ولا يعني بالضرورة كون المرء شريرا، ومع ذلك، يتمكن البعض من استغلاله عن عمد في إيذاء الآخرين.
وما بين الظن والتخمين تراوغ لغة الحسد، ومن النادر أن تلقى شخصا ما يعترف بأنه «حسد» أو أضر بعينيه شخصا آخر، خوفا من التصاق تهمة الحسد به وما سيترتب على ذلك من نبذ الآخرين له.
مواقع النشر (المفضلة)