راسبوتين (غريغوري راسبوتين)
مازال الشك قائماً حول هذه الشخصية الخارقة للمألوف الاجتماعي و
الفكري و الديني في مختلف بقاع العالم .. و حول قدراته الروحية و
الفكرية التي أثّرت على مسار مجتمعه في عصره.
فهو يدعى أنه راهب
وهو يملك قدرات خارقه فى مجال الشفاء
ويتنبأ ببعض ااحداث التى تقع فعلا
ورغم ذك غارق فى حياة الفسوق والخمر والعلاقات المحرمة
ومازال من أكثر الشخصيات غموضا فى التاريخ
حاولت اختصر ما كتب عنها قدر االامكان
شخصية روسية أثارت الكثير من الجدل، ولعبت أدوارا ً هامة في الحياة
السياسية لآخر قياصرة سلالة رامانوف، نيقولاي الثاني.
ولد راسبوتن، ولقبه الحقيقي "نوفيخ"، عام 1871 م
بقرية في سيبيريا تدعى بوكروفسكي.
الريفية الواقعة في سيبريا، بعيدا عن صالونات العائلة الملكية البراقة
في سان بطرسبرغ. وفي طفولته، ظهرت لدى راسبوتين قدرات الشفاء
الخارقة،
لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم راسبوتين ( أي الفاجر او
الفاسق )بسبب علاقاته النسائية الفاضحة
لم يعرف عن حياة راسبوتن المبكرة إلا القليل نظرا ً لبعد مسقط رأسه
عن المناطق الحضرية وانعزاله وصعوبة الوصول إليه، لذا فان ما حفظ
عن حياته في مسقط رأسه عبارة عن شذرات قليلة - جاء معظمها على
لسانه هو نفسه- .
يعتقد بعض الباحثين أن راسبوتن كان كاهنا ً، بينما يرى البعض الآخر
بأنه ليس إلا ممثلا ً بارعا ً أتقن دور الكهانة وأقنع الكثيرين
بأنه قديس مختار.
حين بلغ راسبوتين الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال،
إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول
الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان
نقطة تحول في حياته، هرب على أثرها من القرية ولاذ بأحد الأديرة
حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته
وقد كان في شبابه المبكر زائرا ً للكنائس والأماكن المقدسة ماشيا ً
على قدميه، حسب زعمه، ووصل في تجواله الى اليونان وبيت المقدس.
بعد هذه الزيارات الدينية اعتبر نفسه قديسا ً مختارا ً وأعلن عن ذلك
مؤكدا ً امتلاكه لقدرات خارقة تجلب الشفاء.
انتشرت الشائعات عن هذا الكاهن في أنحاء روسيا، فسعى الناس إليه
من أقاصي البلاد طلبا ً للبركة وللعلاج من مختلف الأمراض .
لم يدخل راسبوتين أية مدرسة، وكان أميا ً ولا علم له بالتطبيب، إلا
أنه لعب دوره بشكل متقن، وبالفعل استطاع أن يساعد من لجأ إليه،
وكان موهوبا ً في القدرة على تهدئة المتوترين وإعطاء الأمل لمن كان
يائسا
وصل راسبوتين الى عاصمة الإمبراطورية الروسية عام 1905 م، في
وقت مناسب، إذ أن الكنيسة كانت في حاجة لأناس يثق بهم الشعب،
وكان راسبوتن أفضل من يؤدي هذا الدور، بمظهره الفلاحي وبلهجته
البسيطة وأعصابه المتينة وتأثيره الساحر.
إلا أن أعداء راسبوتن قالوا إنه يستعمل الدين كستارة لأهدافه الخاصة
ولروحه المتعطشة للمال وللسلطة وللنساء.
دعي راسبوتن للبلاط الإمبراطوري في عام 1907 م، أثناء إحدى
نوبات مرض ولى العهد ألكسي. اشتداد حالة الطفل المرضية أجبرت
العائلة الإمبراطورية على اللجوء لخدمات راسبوتن، الأمر الذي حاولت
تفاديه خوفا ً من انتشار خبر المرض الوراثي وحدوث اضطرابات
نتيجة لذلك.
هذه الدعوة كانت حدثا ً هاما ً وفر أرضا ً خصبة لنشاط راسبوتن
وأثرت مضاعفاته على مصيره وعلى مصير الإمبراطورية كلها، فقد
وثقت به الإمبراطورة وبقدراته الخارقة ثقة عمياء، وحاولت إقناع
زوجها بذلك.
كانت الإمبراطورة( المريضة هي وإبنها) مقتنعة بأن
المعجزة وحدها كفيلة بإنقاذ ابنها، وراسبوتن استغل هذا الشعور بأن
أقنعها بأن حياة وحيدها مرهونة بقربه من القيصر ووجوده في القصر.
الإمبراطورة كانت جاهزة للإيمان بأي شيء، لذلك لم ينجح راسبوتن
بإقناعها بضرورته لإنقاذ ولي العهد فقط، بل إن الإمبراطورة أكثر من
ذلك كانت تؤمن بأنه مخلص روسيا من أزماتها المستعصية، وأنه
مبعوث إلهي لهذه المهمة.
بواسطة و توصية من الدوقة الكبيرة.Militza
.. يتمّ أخيراً قبول استقبال راسبوتين في العائلة الامبراطورية كراهبٍ
ذو سمعة تجاوزت حدود روسيا نتيجة لقدراته على الشفاء من
الأمراض .. و طاقته الروحية العالية في التنبؤات التي أثبتت قيمتها و
صحّتها مرّات عديدة
في سنة 1907 ..
يتعرض وليّ العرش Alexis لنزيف داخلي نتيجة لرضّة قوية أدّت
إلى ورمٍ كبير في العظم .. و قد عجز الأطباء و الرهبان و كلّ رجال
الدين عن معالجة هذه النكسة التي تهدد مصير وليّ العرش الروسي.
يائسة من هذا الوضع .. تقرّر الامبراطورة Alexandra اللجوء
لراسبوتين لإنقاذ ابنها من الموت المُنتظر .. فترسل بعض حاشيتها
للبحث عنه في العاصمة .. ليجدونه في إحدى الحانات مشبعاً بالخمر
حتى الثمالة .. لكن خبر حالة وليّ العرش المتدهورة تعيده لنفسه و
قواه الروحية .. فيتوجّه إلى قصر الامبراطورية .. و يبدأ بصلاة عميقة
خاشعة لمدة 10 دقائق على رأس الطفل المريض .. و في نهاية صلاته
.. يعود إلى طبيعته و يخاطب الطفل الغائب عن الوعي قائلاً :
" افتح عينيك يا ولدي ".
و كم كانت دهشة الحاضرين حين فتح وليّ العهد Alexis عينيه
مبتسماً و الراحة تعلو ملامحه الصغيرة .. و بدأت حالته بالتحسّن
مباشرة حتى توقف النزيف و تلاشي الألم.
إنه لمن المنطق و البديهي أنّ راسبوتين لم يشفي طبياً وليّ العهد
Alexis من المرض .. لكنّ قدرته على التنويم المغناطيسي أوقفت
النزف و خففت الألم .. حيث من المعروف اليوم أنّ التنويم
المغناطيسي يؤثر على سرعة جريان الدم نحو القلب و يساهم في
عودة الجسد للعمل بشكله الطبيعي.
اعتباراً من هذا اليوم و هذه المعجزة التي لم يجد لها أحدٌ تفسيراً
منطقياً حينها .. أصبح يحق لراسبوتين الدخول للقصر متى شاء و
كيفما شاء .. و تستقبله العائلة الامبراطورية كفردٍ من أفرادها
لم يرحب القيصر نيقولاي الثاني بتواجد راسبوتن الدائم بالقصر نظرا ً
للإشاعات التي راجت عن سلوكه الشائن وغير اللائق، بالإضافة الى ما
قيل عن استغلاله لنفوذ الإمبراطورة، في تقاضي رشاوى نقدية وعينية
مقابل تقديم خدمات إدارية. كما قيل إنه كان سكيرا ً عربيدا ً، زرع
الرعب في شوارع العاصمة. كل ذلك أضر بسمعة القيصر، خاصة ما
دار من همس حول العلاقة الحميمة التي جمعت بين راسبوتن
والإمبراطورة.
تعاظم نفوذ راسبوتن بفضل رعاية الإمبراطورة وعجز القيصر عن
إبعاده وصل الى درجة أنه أصبح يتدخل في تعيين الوزراء، وكانت
قصاصة من راسبوتن مكتوبة بخط لا يكاد يُقرأ كفيلة بتسلم أي شخص
لوزارة.
مرت روسيا بفترة أزمات وتقلبات سياسية عاصفة فخلال فترة ستة
عشر شهرا ً ابتداء من عام 1915 م تم تغيير أربعة رئيس وزراء،
وخمسة وزراء للداخلية، وأربعة وزراء زراعة وثلاثة وزراء حربية.
كان إصبع الاتهام على هذه الفوضى يتوجه على شخص واحد، اكتسب
أعداء كثر هو راسبوتن.
اتسمت العلاقة بين راسبوتن والأسرة الإمبراطورية الروسية الأخيرة
بالعمق والتقدير الأعمى حد التقديس، فقد قالت عنه الإمبراطورة: "أنا
أحب الشعب. ها هو راسبوتن، فعلا ً من الشعب!". بينما اعتقد
الإمبراطور أن راسبوتن " رجل طيب، بسيط، روسي متدين!"
من الناحية الأخرى الايجابية، يقال إن راسبوتن حاول منع اشتراك
روسيا في الحرب العالمية الأولى، أو على الأقل تأخير دخولها للحرب
متنبأ بأشد العواقب في حالة انغماسها فيها. وأنه كتب مرارا ً رسائل
للقيصر بهذا الخصوص، إلا أن محاولاته لم تفلح. بل إن البعض يؤكد
أن راسبوتن تنبأ بالثورة وحاول تحذير القيصر وحثه على اتخاذ
الإجراءات اللازمة لتفاديها، إلا أن نصائحه لم يُعمل بها، وذهبت أدراج
الريح مثلها مثل الإمبراطورية نفسها!.
كتب راسبوتن في ديسمبر عام 1916 م رسالة حررها محامي وأرسلت
للإمبراطورة، تضمنت ثلاثة احتمالات لنبوءة واحدة:
" أكتب لك وأترك خلفي هذه الرسالة في بطرسبورغ ... أحس بأني سأفارق الحياة قبل
الأول من يناير (1917 م) ... إذا قتلني قاتل بسيط وبالأخص إذا كان أخا ً روسيا ً، فيمكنك يا قيصر روسيا أن لا تخاف أي شيء على أولادك، فهم سوف يحكمون روسيا مئات السنين الأخرى ..
أما إذا كان قاتلي من الأعيان فالبلد سيدخل في فتنة قاسية..
.أما إذا كان قاتلي من عائلة رامانوف فلا أحد من عائلتك، لا أحد من أولادك وأقربائك سيبقى
على قيد الحياة، لن تمضي سنتان حتى يقتلهم الشعب الروسي...."
أصبح راسبوتن، رمزا ً للتهتك والشر حتى قبل مقتله.
تبارى الكتاّب
فيما بعد في نسج الخيالات عنه كانعكاس لمفارقات اجتمعت في تاريخ
مفصلي، دفع إمبراطورية تلفظ أنفاسها الأخيرة بنظامها الإقطاعي
البالي، للجوء لكاهن أمي من عامة الشعب بعدما فقدت أية قدرة على
التغيير والإصلاح.
لم يفلح الكاهن في تغيير مصير الإمبراطورية المحتوم، إلا أنه ما يزال
حتى اليوم يعبر عن التوق الإنساني للمعجزة وللنبوءة، يقدم تفسيرا ً
يضفي الغموض على عالم يفقد في كل يوم سحر المجهول فيه.
والجزء الاكثر غرابه فى حياته عند موته
[IMG][/IMG]
كيف تمّت تفاصيل اغتيال راسبوتين؟
الذين قاموا بالاغتيال هم
الأمير الروسي Félix Youssoupoff
و شارك في المؤامرة و الجريمة بعض مؤيّدي الأمير يوسوبوف .. من بينهم :
- القائد العسكري Vladimir Pourichkevitch
- و Duc Dimitri ..
أحد أفراد عائلة الامبراطور Nicolas II
- و الطبيب الشخصي للأمير يوسوبوف .. الدكتور Lazovert
تفاصيل الاغتيال
في التاريخ المحدد للجريمة ..16/12/1916 .. جاء يوسوبوف إلى
منزل راسبوتين لمرافقته لمكان الجريمة التي تنتظره .. و كان
يوسوبوف يخشى في داخله من تنبؤ راسبوتين بما سيحدث له و من
ثمّ رفضه في اللحظة الأخيرة لهذه المقابلة .. ..
ولكنّ رغبة راسبوتين بلقاء الزوجة الجميلة كانت أكبر من هواجسه
بأي شيء آخر .. و مع ذلك .. تجدر الإشارة إلى ما صرّح به راسبوتين
ليوسوبوف آنذاك ..
بأنّ أحد المقرّبين إليه .. Protopopov .. كان قد حذّره من الخروج
من منزله في نفس تلك الليلة .. مؤكّداً له أنّ ثمة أشخاص يتهيّؤون
مواقع النشر (المفضلة)