إنه الملك أوفا الذى حكم انجلترا ما يقرب من أربعين سنة إذ حكم فى العام 757م حتى العام 796م ، وكان سياسيا قديرا ، وخبيرا اقتصاديا ، قام بإصلاحات سياسية واقتصادية ، ونجح فى توحيد الأمة الإنجليزية ، وازدهرت علاقات انجلترا التجارية فى عهده مع العالم الإسلامى بعد أن أعلن إسلامه ، وكتب على ديناره عبارات التوحيد الإسلامية.
هذا الملك العظيم تبدا معارفنا عنه منذ أن كان ملكا لمرسليا ، وكان واحدا من أعظم ملوكها ، وفى عهده سيطرت مملكته مرسليا على كافة انجلترا المعروفة اليوم فاستحق بجدارة لقبى " ملك انجلترا" وملك كل بلاد الإنجليز" فضلا عن لقب " ملك مرسليا العظيم" .
وأوفا هو ابن عم للملك إيزالبالد الذى كان ملكا على مرسيليا قبل أوفا مباشرة ، وتعرض لمؤامرة أودت بحياته فى العام 757م .
عقب وفاة ابن عم أوفا انشغل الملك أوفا برأب الصدع الذى أصاب وحدة مرسليا على مدى سبع سنوات من توليته .
وقد نجح أوفا فى توحيد مملكة مرسليا والعمل على توسعتها ، حتى أن بعض ااساقفة والزعماء خططوا للثورة ضد أوفا ونشبت بينه وبينهم معركة فى العام 774م صمتت جل المصادر عن نتائجها ، وإن اعتبرها البعض أنها كانت نصرا حاسما للملك أوفا ( 1).
وهذا الرأى الذى ذهب إلى انتصار الملك أوفا راى وجيه وصواب إلى حد كبير إذ إننا لم نجد ذكرا لهذه المعركة من قبل أعداء أوفا .
وبعد هذه المعركة اتخذ الملك أوفا عدة قرارات تتلخص فى سلب اختصاصات رجال الكنيسة ، وتجريدهم من سلطانهم تماما .
ثم اتخذ عدة إجراءات لم تحددها المصادر لكن وصفت بأنها " من الخطورة لدرجة أن البابوية اعتبرتها خطرا ماحقا هدد انجلترا كلها بالخروج من حظيرة المسيحية ، والتحرر من سلطان البابوية" ( 2 )
ولا شك أن هذه القرارات الخطيرة تمثلت فى اعتناقه الإسلام وإصداره ديناره المشهور ذى عبارات التوحيد الإسلامية .
ونظرا لخطورة قرارات أوفا فقد تحالف البابا مع ملك كنت وحرضه على مهاجمة أوفا فى مرسليا ، ولكن عاجلهم الملك أوفا بعد أن علم بالخبر وهزمهم هزيمة ساحقة كما اشارت الوثائق فى بداية عام 785م ، واكتسح بعدها كنت ، ثم أعلن ضمها لأملاكه حتى وفاته فى العام 796م .
لم تقف عداءات البابوية لأوفا فقد حرض البابا أدريان الأول ملك إيست إنجليا لمحاربة أوفا لعداوته لبابوية وللكنيسة وللعقيدة الكاثوليكية ، وهنا وقعت معركة بين الطرفين انتهت بانتصار أوفا ونجح فى أسر ملك أيست إنجليا فى مايو 794 وقتله بيده ( 3) .
ولا شك أن قرار البابا أدريان هذا بالتخلص من اوفا كان بسبب عداوة اوفا الشديدة له لما قام به من أعمال أدت إلى تقويض دعائم الإيمان على حد تعبير المصادر .
فضلا عن الإشاعات التى ترددت فى أواسط الكنيسة الرومانية عن سلوك أوفا المعادى للعقيدة .
لقد جن جنون البابا خوفا على الكنيسة وعقيدتها وهنا أرسل إلى انجلترا عام 786م بعثة مسيحية على راسها أسقف أوستيا المشهور بتجاربه التبشيرية فضلا عن محموعة أخرى من كبار رجال الدين المسيحى ، وهذه هى البعثة الأولى التى لم ترسل البابوية إلى انجلترا مثلها من قبل ابدا ، مما يدل على خطورة الأوضاع المتردية التى وصلت إليها المسيحية فى انجلترا ، ربما بسبب إسلام الكثيرين من النصارى .
فكان لابد من إرسال هذه البعثة لأجل إعادة تجديد وتثبيت الإيمان فى نفوس الإنجليز على حد تعبير المصادر(4 ) .
لقد هادن الملك أوفا البابوية وأنكر الشائعات النتشرة حول إسلامية ترقبا لفرصة مواتية لإعلان إسلامه جهارا بعد ان يكون قد مكن لدينه الذى ارتضى فى بلاده .
فكان لأول وآخر مرة حتى يومنا هذا أن يامر ملك مثله بضرب الدينار الفريد ذى عبارات التوحيد الغسلامية فى تحد سافر للبابوية
ونظرا لياس البابوية عن إثناء اوفا عن عزه او التفاهم معه بالحسنى خطط البابا لعزله بالاتفاق مع الإنجليز فى ويلز ، وملك إيست أنجيليا .
حيث يتم حصار اوفا بين فكى كماشة تطبق عليه من الشرق والغرب .
ولكن شاءت الاقدار ان ينتصر اوفا على ملك إيست أنجيليا الذى لقى مصرعه ، ومن ثم فقد اصدر ابابا قرارا باعتبار ملك أنجيليا قديسا شهيدا وأمرت الكنيسة بحفظ جسده فى كاتدرائية هيرفورد التى أقيمت تخليدا لذكراه .
كل هذا من البابوية لكى تصرف الناس عن قضية إسلام اوفا .
ومن ثم راينا البابوية أيضا تتهم أوفا " بالوحشية والمزاج الدموى" ( 5)
لقد كان الملك أوفا من خيرة من حكم بريطانيا العظمى .
فقد كان محاربا عظيما خاض العديد من الحروب الطاحنة لأجل وحدة الأمة الإنجليزية ، وقد نجح فى ذلك ايما نجاح .
مواقع النشر (المفضلة)